
لماذا يظن الناس أن أوامر الذكاء الاصطناعي “شفرة”؟ وكيف تستخدمها ببساطة؟
انتشرت في الآونة الأخيرة فكرة غريبة مفادها أن التعامل مع الذكاء الاصطناعي، وبالأخص مع أدوات مثل ChatGPT، يتطلب كتابة “شفرة” أو “كود” معقد، أو استخدام “صيغ” سرية للحصول على النتائج المطلوبة. وكأن المستخدم يتعامل مع مبرمج خبير وليس مع أداة ذكية مصممة لفهم اللغة الطبيعية.
الأمر ليس “كودًا”.. بل هو “أمر” بسيط!
دعونا نتفق أولًا على أن كلمة “prompt” التي نستخدمها للإشارة إلى الأوامر التي نوجهها للذكاء الاصطناعي تعني ببساطة “أمر” أو “توجيه”. وهذا الأمر يُكتب باللغة الطبيعية التي نتحدث بها، سواء كانت العربية الفصحى أو العامية، أو حتى الإنجليزية أو أي لغة أخرى.
الذكاء الاصطناعي مصمم لفهم هذه اللغة الطبيعية، وتحويلها إلى استجابة مناسبة. لذا، لا داعي للقلق بشأن استخدام مصطلحات معقدة أو اتباع قواعد نحوية صارمة.
مثال عملي: تحويل صورة إلى كاريكاتير ثلاثي الأبعاد
لنفترض أنك تريد تحويل صورة شخصية إلى كاريكاتير ثلاثي الأبعاد. يمكنك أن تكتب أمرًا مثل هذا:
“حوّل هذه الصورة إلى كاريكاتير ثلاثي الأبعاد عالي الجودة، مع مبالغة في تعابير الوجه، ورأس كبير، وتفاصيل دقيقة، وملمس واقعي.”
هذه الصيغة، التي قد تبدو معقدة للبعض، هي في الواقع مجرد وصف بسيط لما تريده. يمكنك تغييرها وتعديلها كما تشاء، وإضافة لمساتك الشخصية.
لا توجد “صيغة سحرية”.. بل أسلوبك الخاص
الأمر المهم هو أن تعبر عن فكرتك بوضوح، وأن تستخدم الكلمات التي تعبر عنك بشكل أفضل. لا تلتزم بصيغة معينة، ولا تخف من التجربة والخطأ.
تذكر أن الذكاء الاصطناعي يتعلم من تفاعلاتك، وكلما استخدمته أكثر، كلما فهم أسلوبك وأصبح قادرًا على تقديم نتائج أفضل.
الذكاء الاصطناعي ليس بديلاً عن الإبداع.. بل هو أداة مساعدة
الذكاء الاصطناعي ليس ساحرًا، ولا يمكنه أن يخلق لك أفكارًا من العدم. إنه ببساطة أداة تساعدك على تحويل أفكارك إلى واقع.
لذا، قبل أن تبدأ في استخدام الذكاء الاصطناعي، فكر جيدًا فيما تريده، وما هي النتيجة التي تتوقعها. ثم، عبر عن ذلك بكلمات بسيطة وواضحة.
مقارنة بسيطة: قهوة “عوض” والذكاء الاصطناعي
تخيل أنك تجلس في مقهى وتطلب من النادل “عوض” كوبًا من الشاي. هل ستستخدم صيغة معقدة أو “كود” سري لطلب الشاي؟ بالطبع لا!
ستقول ببساطة: “لو سمحت يا عوض، عايز واحد شاي سكر زيادة”.
الأمر نفسه ينطبق على الذكاء الاصطناعي. لا تخف من التحدث إليه بلغتك الطبيعية، ولا تتردد في طلب ما تريده بوضوح.
أمثلة من الحياة اليومية: الكشري والذكاء الاصطناعي
إذا طلبت طبق كشري “بدون بصل”، أو “خالي من الورد”، أو “بدون تقلية”، فالنتيجة ستكون نفسها في النهاية: طبق كشري بدون المكونات التي طلبتها.
الأمر نفسه ينطبق على الذكاء الاصطناعي. لا تقلق بشأن استخدام كلمات مختلفة للتعبير عن نفس الفكرة، فالذكاء الاصطناعي سيفهم ما تعنيه في النهاية.
الذكاء الاصطناعي: صديقك الذي يفهم لغتك
الخلاصة هي أن الذكاء الاصطناعي مصمم لفهم لغتك الطبيعية، وليس لفرض “شفرة” أو “كود” عليك. تحدث إليه ببساطة ووضوح، ولا تخف من التجربة والخطأ، واستمتع بالإمكانيات الهائلة التي يوفرها لك.
كيف تستفيد من هذه النصائح في مجال الأفلييت؟
في مجال الأفلييت، يمكنك استخدام هذه النصائح لتحسين جودة المحتوى الذي تقدمه، وزيادة تفاعل الجمهور معه.
- إنشاء صور ومنشورات جذابة: استخدم الذكاء الاصطناعي لإنشاء صور ومنشورات جذابة بصريًا، تجذب انتباه الجمهور وتزيد من فرص النقر على روابط الأفلييت الخاصة بك.
- كتابة محتوى مقنع: استخدم الذكاء الاصطناعي لكتابة محتوى مقنع ومؤثر، يسلط الضوء على فوائد المنتجات أو الخدمات التي تروج لها، ويشجع الجمهور على الشراء.
- تحسين تجربة المستخدم: استخدم الذكاء الاصطناعي لتحسين تجربة المستخدم على موقعك أو مدونتك، من خلال توفير معلومات دقيقة ومفيدة، وتقديم توصيات مخصصة، والإجابة على أسئلة الجمهور بسرعة وفعالية.
خاتمة
الذكاء الاصطناعي هو أداة قوية يمكن أن تساعدك على تحقيق أهدافك في مجال الأفلييت، ولكن الأهم هو أن تفهم كيفية استخدامه بشكل صحيح. تذكر أنه ليس “شفرة” أو “كود” معقد، بل هو مجرد وسيلة للتعبير عن أفكارك وتحويلها إلى واقع. تحدث إليه ببساطة ووضوح، ولا تخف من التجربة والخطأ، واستمتع بالإمكانيات الهائلة التي يوفرها لك.